علم الفلك
علماء الفلك الروس يكتشفون نوعا جديدا من الطاقة المظلمة
حلل العلماء الروس والهنود أحدث قياسات “أصداء الانفجار الكبير” الواردة من مشروع eBOSS للأرصاد الفلكية وخلصوا إلى أن توسع الكون يمكن تفسيره بوجود شكل واحد فقط من الطاقة المظلمة، حسبما نقلت RT.
وأعلن ذلك الأربعاء 21 ديسمبر كبير الباحثين في معهد الفيزياء النظرية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أليكسي ستاروبنسكي (Alexei Starobinsky).
وقال:” إن قياسات التذبذبات الصوتية لأصداء الانفجار الكبير، تشير إلى أن توسع الكون يمكن تفسيره بالكامل من خلال وجود شكل واحد فقط من الطاقة المظلمة التي هي جزء لا يتجزأ من إطار “ثابت آينشتاين الكوني”، وأضاف أن زيادة الدقة وعمق المسح الذي تحققه مراصد eBOSS وكذلك البيانات الواردة من مسبار EUCLID الأوروبي، ستسمح بتوضيح هذا التقييم.
وأشار عالم الفلك الروسي إلى أن علماء الكونيات وعلماء الفيزياء الفلكية بدأوا في الأعوام الأخيرة الاهتمام بكيفية تقدم عملية توسع الكون، وبعدد من الظواهر التي تسهم فيها. ويعود اهتمام العلماء بهذه القضايا إلى اكتشاف حققه منذ 5 سنوات، آدم ريس، الحائز جائزة نوبل وزملاؤه يفيد بأن معدل توسع حدود الكون يختلف بشكل ملحوظ في الكونيْن المبكر والمعاصر.
وتساءل العلماء عن العمليات التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث تلك الظاهرة، إذا لم تكن قد نشأت بسبب أخطاء في تشغيل التلسكوبات، أو أخطاء في معالجة البيانات أو عدم اكتمالها، وعلى وجه الخصوص افترض بعض المنظرين أن هذا التغير يشير إما إلى عدم استقرار المادة المظلمة، أو إلى وجود شكل آخر من أشكال الطاقة المظلمة التي كانت موجودة فقط في العصور الأولى من حياة الكون.
وأجرى ستاروبينسكي وزملاؤه في الهند اختبارا نظريا لمعرفة ما إذا كانت هناك أشكال إضافية من الطاقة المظلمة أو قوى أخرى تؤثر على ما يسمى بالثابت الكوني، بصفته جزءا خاصا من معادلة آينشتاين، ونقطة أساسية في نظرية النسبية العامة، التي تصف خصائص وسلوك الطاقة المظلمة.
وطوّر الباحثون أسلوبا يجعل من الممكن حساب قيمة الثابت الكوني لأينشتاين بدقة انطلاقا مما يسمى باهتزازات الباريون الصوتية، وهي الاهتزازات التي انتشرت عبر الكون في اللحظات الأولى من وجوده ولعبت دورا مهما في تكوين “الشبكة الكونية” للمجرات وخيوط المادة المظلمة التي تربطها.
واستخدم ستاروبينسكي وزملاؤه بيانات عن هذه التذبذبات القديمة، تم جمعها مؤخرا باستخدام عدد من المراصد الأرضية والفضائية كجزء من مشروع eBOSS الدولي، وهذا يهدف إلى دراسة آثار التذبذبات الصوتية الباريونية المحفوظة في توزع المجرات والأجرام السماوية الأخرى الواقعة على مسافات تصل إلى 11 مليار سنة ضوئية من مجرة درب التبانة.
وأظهرت الحسابات أن نتائج أرصاد مشروع eBOSS الفلكي تتوافق بنسبة 100٪ تقريبا مع وجود شكل واحد فقط من الطاقة المظلمة التي تتحكم في عملية توسع حدود الكون، ويأمل ستاروبينسكي وزملاؤه بأن التأكيد النهائي على ذلك، سيتم الحصول عليه بعد إطلاق المرصد المداري الأوروبي “إقليدس” العام المقبل.
المصدر : نافذة علي العالم