اخبار
ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران فجأة؟.. خبير في علوم الأرض يجيب
تدور الأرض حول محورها يوميًا منذ أن تشكلت قبل أكثر 4.6 مليار سنة، وسوف تستمر في فعل ذلك حتى يفنى العالم، ومع اعتيادنا على هذا الأمر وعلى شروق الشمس وغروبها كإحدى السمات اليومية للحياة على ثالث كواكب المجموعة الشمية نتيجة دورانه، فماذا إذا توقف هذا الكوكب عن الدوران؟
قبل الإجابة على السؤال السابق ذكره، يجب معرفة أن الأرض تدور حول محورها كل 23 ساعة و56 دقيقة و4.09053 ثانية يوميًا، وتكون سرعة الدوران في أوجها عند خط الاستواء، إذ تبلغ 1770 كيلومترًا في الساعة، في حين تنعدم تقريبًا عند القطبين.
ماذا لو توقفت الارض عن الدوران فجأة؟
هذا السؤال طرحه موقع «Business Insider»، وتوجه به إلى جوزيف ليفي، أستاذ مشارك في علوم الأرض وعلوم الأرض البيئية في جامعة «كولجيت»، الذي قال: «في البداية تخيل أنك تسير على شاطئ مشمس في مكان ما على طول خط الاستواء، وتدور الأرض الموجودة تحتك باتجاه الشرق بسرعة 1040 ميلًا في الساعة (1674 كيلومترًا في الساعة)، ففي حال توقف الدوران، ستطير في البداية باتجاه الشرق بسرعة 1040 ميلًا في الساعة تقريبًا، وذلك بفضل قانون القصور الذاتي الأول لنيوتن، ومن المحتمل أن تقتلك قوة التأثير».
وتابع أن الماء أيضًا سيشعر بهذا التسارع المفاجئ، لذلك من المحتمل أن ترى المحيط يتأرجح قليلًا قبل الاصطدام، كما أن الأشجار والمباني لن تكون آمنة أيضُا على الرغم من كونها متجذرة في الأرض، فالمواد الأرضية قوية تحت الضغط ولكنها ضعيفة جدا تحت التوتر.
ولكن بالقرب من القطبين يكون محور الدوران أصغر بكثير، وبالتالي فإن سرعة الدوران ستكون أقل بكثير، لكن يجب أن تكون قريبًا جدًا ضمن خط عرض 89.9 درجة، كما قال «ليفي»، أو حوالي 7 أميال من القطبين، فعلى هذه المسافة ربما تتعثر إلى الأمام بسرعة المشي فقط، ولكن الذين يعيشون في بلدان مثل الدنمارك أو أستراليا ربما لن ينجحوا في ذلك، فمعظم الأماكن التي يسكنها البشر بعيدة بما فيه الكفاية عن القطبين سيطير سكانها بسرعة مئات الأميال في الساعة.
التباطؤ بشكل تدريجي
ولأن في الأنظمة الطبيعية لا شيء يتوقف تمامًا على الفور، فإذا تباطأت الأرض على مدى أيام أو أسابيع، قد يمنعك التباطؤ التدريجي من الانطلاق نحو السماء، ولكن بمجرد توقفه، ستظل تواجه الكثير من المشاكل.
أما المثير للدهشة في حال تباطؤ الأرض بشكل تدريجي، أن اليوم يُمكن أن يستمر لمدة 6 أشهر بدلًا من 12 ساعة فقط، وستساعد عمل الشمس التي لا تتوقف على تحمص المحاصيل القريبة وتبخر الكثير من الماء في نصف الكرة الأرضية، وفقًا لما قاله «ليفي».
ومن الطبيعي على الأرض الدوارة أن يضرب معظم الإشعاع الشمسي خط الاستواء على الكوكب، ولكن في هذه الحالة عندما يحصل نصف الكوكب فقط على أشعة الشمس الشديدة لأشهر متتالية، يحصل الكوكب على تدرج درجة حرارة ثان جانبي، مما يجعل التنبؤ بالطقس أكثر تعقيدًا مرتين.
هل يمكن للعالم أن يتوقف حقًا عن الدوران؟
يُضيف «ليفي» أنه لا داعي للذعر إذ أن دوران الأرض يتباطأ بفضل عملية تسمى فرملة المد والجزر، إذ تخلق جاذبية قمرنا سحبًا صغيرًا للغاية على دوران كوكبنا، لذلك في كل قرن، يتباطأ دوران الأرض بمقدار 2.3 مللي ثانية إضافية، وفقًا لوكالة «ناسا»، لكن من غير المرجح أن يوقف القمر الأرض تمامًا.
وإذا استخدمت الزخم الدوار للكوكب لتلبية جميع احتياجات الطاقة البشرية، فسيظل الأمر يستغرق ما يقرب من 1 مليون سنة لإبطاء الكوكب حتى يتوقف، ويكاد يكون من المستحيل على أي جسم في الفضاء إيقاف دوران الأرض قبل ذلك.