علم الفلك

الكواكب التسعة

  1. عطارد (Mercury): أقرب الكواكب للشمس. يظهر سريعاً في سماء الصباح ويختفي سريعاً في سماء المساء، ولا يُرَى من الأرض لأنه يظهر لعدة أيام في السنة فحسب، حيث لا يشرق فوق الأفق. ولو سافرت إلى عطارد مثلاً فإن وزنك لن يزيد عن وزنك على الأرض، ليس هذا بسبب مدة الرحلة التي ستقطعها فوق مركبة الفضاء، ولكن لأن عطارد حجمه أقل من حجم الأرض، لهذا جاذبيته أقل من جاذبية الأرض. فلو كان وزنك فوق الأرض 70 كيلوجراماً ففوق عطارد سيكون 27 كيلوجراماً. ولقربه الشديد من الشمس فإن الشخص فوقه سيحترق ليموت، ولأنه يدور حول نفسه ببطء شديد فإنه يصبح بالليل بارداً جداً لدرجة التجمد. وبسطحه ندبات وفوهات براكين ووديان. وليست لعطارد أية أقمار تابعة له. وهو قريب جداً من الشمس، لهذا فإن غلافه الجوي صغير جداً، وقد بددته الرياح الشمسية التي تهبّ عليه منذ زمن بعيد، وهذا يبين أنه لا يوجد هواءٌ فوق هذا الكوكب الصغير. درجة حرارته العليا: 465ْ مئوية، والصغرى: -184ْ. جوه به غازات الهيدروجين والهليوم.
  2. الزهرة (Venus): مكان غير مستحب، به رياح شديدة ومرتفع الحرارة. وكوكب الزهرة في مثل حجم الأرض تقريباً، لهذا يُطلَق عليه أخت الأرض، حيث أنهما متقاربان جداً بوزنهما، فلو كان وزنك 70 كيلوجراماً على الأرض سيكون هناك 63 كيلوجراماً. وتغطيه سحب كثيفة تخفي سطحه عن الرؤية، وتحتفظ بكميات هائلة من حرارة الشمس داخله. ويعتبر كوكب الزهرة أسخن كواكب المجموعة الشمسية. وهذا الكوكب يشبه الأرض في البراكين والزلازل البركانية النشطة والجبال والوديان، والاختلاف الأساسي بينهما أن جوه حارٌّ جداً بحيث لا يسمح بوجود الحياة فوقه، كما أنه لا يوجد له قمر تابع كما للأرض. متوسط حرارته: 449ْ مئوية. جوه به ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين.
  3. الأرض (Earth): يُطلَق عليها بالإغريقية “Geia”، وتعتبر الأرض أكبر الكواكب الأرضية الأربعة في المجموعة الشمسبة الداخلية. وهي الكوكب الوحيد الذي يظهر به كسوف الشمس، ولها قمر واحد، وفوقها حياة وماء. وتعتبر أرضنا واحة الحياة حتى الآن، حيث تعيش وحيدةً في الكون المهجور. وحرارة الأرض ومناخها وجوها المحيط وغيرهم قد جعلتنا نعيش فوقها. وللأرض قمر واحد يطلق عليه القمر (Luna) بالإغيرقية وبالإنجليزية هي (

the moon). متوسط درجة حرارتها: 15 مئوية. جوها به أكسجين ونينروجين وأرجون.

  1. المريخ (Mars): يُطلَق عليه الكوكب الأحمر. أقلُّ من الأرض حجماً، ولو كان وزنك فوقها 70 كيلوجراماً سيصبح وزنك فوق المريخ 27 كيلوجراماً، وتدل الشواهد أنه كانت توجد بالمريخ أنهار وقنوات وبحيرات وحتى محيطات مائية. وتسرُّب مياه المريخ سببه أنها ظلَّت تتبخر بصفة دائمة، واليوم المياه الموجودة، إما مياه متجمدة في قلنسوتي القطبين بكوكب المريخ أو تحت سطحه. وللمريخ قمران، هما ديموس وفوبوس، وبه جبال أعلى من جبال الأرض ووديان ممتدة، وبه أكبر بركان في المجموعة الشمسية، يطلق عليه أوليمبس مونز. درجة حرارته العليا: 36ْ مئوية، ودرجة حرارته الصغرى: -123ْ مئوية. يتكون جوه المحيط به من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأرجون.
  2. المشتري (Jupiter): أكبر الكواكب، فحجمه 1,300 ضعف حجم الأرض، وله 62 قمراً، ويُطلَق عليه بالإغريقية زيوس ملك الآلهة. ولو كنتَ فوق المشتري فسيصبح وزنك ثقيلاً جداً، فلو كان وزنك فوق الأرض 70 كيلوجراماً فسيكون فوق كوكب المشتري 185 كيلوجراماً. وتظهر على سطحه بقعة حمراء كبيرة، هي عبارة عن عاصفة هوجاء عنيفة تهب منذ 300 سنة وتجتاح منطقة أكبر من مساحة الأرض. ويتميَّز سطح المشتري بأنه سائل مكونٌ من محيط سائل من الماء والهيدروجين، وغلافه الجويّ كلما اقترب من الكوكب زادت كثافته حتي يصبح جزءاً من سطحه، لهذا لا يعتبر أن للمشتري سطحاً يمكن أن يطفو قاربٌ فوقه. وللمشتري 28 قمراً، من أشهرها أوروبا وآيو وجانيميد وكاليستو . والمشتري سريع الدوران حول نفسه، لهذا يتتابع ليله مع نهاره كل 10 ساعات، ولهذا السبب فإن وسطه ممطوطٌ وليس مستديراً. والكوكب يبدو قصيراً وسميناً، وهذا أشبه بعمل شريحة من الفطير عندما يفردها بسرعة الفطاطري. يبلغ متوسط حرارته: –153ْ مئوية. يتكون جوه من الهبدروجين والهيليوم والميثان.
  3. زحل (Saturn): يُرَى كوكب زحل من الأرض وحوله حلقات كبيرة من الثلوج والتراب والأقمار الصغيرة. ولأن هذا الكوكب أكبر من الأرض فإن وزنك لو كان 70 كيلوجلراماً فوقها فإنه يصبح 82 كيلوجراماً فوق زحل. ومنظر زحل جميلٌ عندما يُرَى من الأرض، حيث تزيِّنه حلقاته التي حوله والتي تسع 169,800 ميل. والكوكب يشبه المشتري، ولكنه أصغر حجماً منه. وتحت سحب غازي الميثان والهيليوم تصبح السماء في زحل سائلاً حتي تتحول إلى محيطٍ هائلٍ من السائل الكيماوي. وحول الكوكب أكثر من 30 قمراً يرافقه، وهو ثاني أكبر عدد في المجموعة الشمسية بعد المشتري. وأشهر هذه الأقمار تيتان  و ريا و إنسيلاوس . وحول زحل عدة مئات من الحلقات، وليس هو الوحيد الذي يمتلك هذه الحلقات، إذ توجد أيضاً حول المشتري وأورانوس ونبتون. متوسط درجة حراته 184ْ- مئوية. جوه مكون من الهيدروجين والهليوم والميثان.
  4. أورانوس (Uranus): كوكب عملاق يتكون من الغاز، حوله حلقات خافتة، وهو الكوكب الوحيد الذي يميل على جانبه وليس معتدلاً. وكلمة أورانوس في الإغريقية معناها ملك السموات أو ملك الآلهة وزوج الأرض حتى خلعه ابنه زحل (ساترن). ولو سافرنا في صاروخ فإنه يستغرق سنوات للوصول لكوكب أورانوس. ولأن أورانوس أكبر من الأرض، فلو كان وزنك فوق الأرض 70 كيلوجراماً ففوق أورانوس سيصبح وزنك 82 كيلوجراماً. ويعتبر كوكب أورانوس كوكباً شاذاً ومختلفاً عن بقية كواكب ومعظم أقمار المجموعة الشمسية، لأنه يدور مغزلياً على جانبه. وقد يكون به محيط من الماء تحت سحبه، وقلبه كبير وصخري. ولوجود ضغط عليه يرجح وجود ترليونات من كتل ماس كبيرة فيه. ويشبه أورانوس الكوكب نبتون، وله 21 قمراً خمسة منها كبيرة، وأهمها أوبيرون و أومبريل و أرييلوتيتانيا وغيرها. درجة حرارته الوسطى: -216 مئوية. جوه به هيدروجين وهيليوم وميثان.
  5. نبتون (Neptune): نبتون معناها بالإغريقية إله الماء، ويُطلَق عليه الكوكب الأزرق. ولو كان وزنك فوق الأرض 70 كيلوجراماً سيصبح فوق نبتون 84 كيلوجراماً. وتجتاح نبتون عاصفةٌ هوجاء أشبه بالعاصفة التي تجتاح كوكب المشتري، ويطلق عليها البقعة المظلمة العظميمة، وليس معروفاً منذ متى بدأت لأنها بعيدة ولا تُرَى من الأرض، وقد اكتشفتها مؤخراً المسابير الفضائية الاستكشافية. وحول نبتون ست حلقات تدور حوله، وله أقمار أهمها ترايتون الذي تنبعث فوقه ينابيع حرارية هائلة. وحتى الآن أمكن التعرف على 8 أقمار تابعة له، وأشهرها قمر كاليبان وسيكوراكس ويروسبير وستيبوس وغيرها. ويظن العلماء أنه يوجد تحت سحب نبتون محيطٌ من الماء أشبه بمحيط أورانوس. متوسط حرارته: – 214 مئوية. جوه مكون من الهيدروجين والهيليوم والميثان.
  6. بلوتو (Pluto): أبعد الكواكب من الشمس لدرجة أنها ترى بالكاد من فوقه. له عدة أقمارٍ، أكبرها شارون الذي يزيد عن حجم بلوتو تقريباً. وكان الرومان يعتقدون أن الإله بلوتو هو إله العالم السفلي. ولو كنت فرضاً فوق بلوتو ووزنك فوق الأرض 70 كيلوجراماً فسيصبح وزنك 4 كيلوجرامات. ويصغر حجم بلوتو أحجام سبعة أقمار في المجموعة الشمسية، ومن شدة صغره فإن كثيراً من علماء الفلك رفضوا اعتباره من الكواكب، وانتهى الأمر بإعادة تصنيفه ككوكب قزم. وبلوتو هو الكوكب الذي عنه المعلومات ضبابية وقليلة نسبياً، ولا توجد له صور واضحة المعالم كبقية الكواكب، ولا سبيل أمام العلماء سوى التخمينات حوله وتخيله أو تصويره عن بعد. متوسط درجة حرارته: –234ْ مئوية. جوه مكون من الميثان والنيتروجين.

الصف العلوي: المريخ وعطارد؛ الصف الأسفل: القمر والكوكبان القزمان بلوتو وهوميا.

قد تتبادر لأذهاننا عدة أسئلة وهي:

  1. هل توجد كواكب حول النجوم الأخرى كما هو حادث حول نجم الشمس؟ وهل هناك كواكب بها حياة كما على كوكب الأرض؟ اكتشفت حتى الآن مئات عدَّة من الكواكب الواقعة خارج المجموعة الشمسية، لكن العلماء يتوقعون بأنه من الناحية النظرية توجد آلاف الكواكب التي تشبه الأرض في مجرة درب التبانة التي يقع بها كوكبنا، إلا أن اكتشاف عدد أكبر منها يتطلب مزيداً من الوقت. وقد اعتمد العلماء في تخمينهم هذا على معطيات الحاسب وفق المعلومات والحسابات الرياضية التي أظهرت أن بعض نماذج الأنظمة الشمسية النائية داخل مجرتنا التي اكتشفت مؤخراً، قد تحتوي كواكب صغيرة تشبه كوكب الأرض. فلقد اكتشف مئة كوكب يدور حول نجوم بعيدة يطلق عليها إكزوبلانيتود، وهي من النوع الذي لا يمكن العيش فوقه لضخامته واحتوائه على غازات كما في كوكب المشتري. لكنهم يتوقعون وجود كواكب صغيرة لها نفس صفات الأرض، ويُقَدِّرون عددها بمليون كوكب في مجرتنا يمكن ظهور الحياة فوقها، ولا سيما بعد اكتشاف نظام شمسي حول نجم الدب الأكبر 47 يشبه النظام الشمسي الذي نعيش فيه.
  2. لماذا الكواكب مستديرة الشكل؟ لأن الحقل المغناطيسي بها ينبع من مركز قلب الكوكب، فيشدُّ كل شيءٍ إليه. والطريقة الوحيدة لتقترب كتلة الكوكب لمركز الجاذبية بقدر الإمكان هي تكوين شكلٍ كرويّ. هذا في الكتل الكبيرة كالكواكب والنجوم، أما في الأجسام الصغيرة فجاذبيتها قليلة وشدة سحبها للأشياء ضعيفة نسبياً، لهذا السبب لا تُكَوِّن هذه الأجسام صغيرة الحجم – كالمذنبات – شكلاً كروياً أو مستديراً، وتبقى أشكالها غير منتظمة.
  3. لماذا تدور الكواكب والنجوم؟ تتكون الكواكب والنجوم بالحقيقة من تجمعات مكثفة ومنكمشة من سحب هائلة من الغازات والغبار بين النجوم، وهذه المواد في هذه السحب في حركة دائمة، حتى السحب نفسها في حركة لتدور، فتتجمع وتتحول إلى مراكز للجاذبية. ونتيجةً لهذه الحركة تبدو السحابة عندما نراها من نقطة قرب مركزها وهي تسير ببطء، وهذا الدوران يمكن وصفه بأنه عزم زاوي (angular momentum)، وهو مقياس ثابت لحركة هذه الأجسام الفضائية لا يتغير. وهذا الثبات في العزم الزاوي يشرح لنا كيف أن الراقصين على الجليد يدورون بحركة سريعة مغزلية فوقه عندما يضم الراقص ذراعيه ليكونا على مقربة من محور حركة دوران الجسم، وكلما اقتربت الذراعان زادت السرعة، مع الاحتفاظ بشدة العزم الزاوي، وعندما يبسط الراقص ذراعيه تقل السرعة كنتيجة نهائية للحركة المغزلية. وهذا نجده واضحاً في لعبة “دوخيني يالمونة” التي يلعبها الأطفال، وهذا الدوران المغزلي لسحابة داخل مجموعة نجمية يجعلها تنكمش على ذاتها وتحمل معها جزءاً من العزم الزاوي الأصلي، وهذه السحب الدوارة تنبسط مكوِّنةً أقراصاً تتجمَّع أجسامها وتتكثف لتكون النجوم والكواكب الدوارة. لاشك أنَّ لكل كوكب سنته ويومه، واليوم يحدد مدته الفترة التي يدور فيها الكوكب حول نفسه، فالأرض تدور حول نفسها مرة كل 24 ساعة حتى هذا اليوم، فيومها يعادل إذاً 24 ساعة. والسنة لكل كوكب تعادل عدد الأيام التي يدور فيها الكوكب دورة كاملة في مداره حول الشمس، لهذا الأرض سنتها تعادل 365 يوماً وربع يوم.
  4. لماذا مدارات الكواكب حول الشمس منتظمة؟ ولماذا تقع على نفس المستوى؟ ولماذا تدور في نفس الاتجاه بمدارات شبه دائرية؟ كل هذا سببه قوة جاذبية الشمس، وهي القوة السائدة في المجموعة الشمسية. وتعتبر الوحدة الفلكية (AU) هي وحدة قياس المسافة بين الكوكب والشمس، والوحدة الفلكية الواحدة (1AU) هي متوسط المسافة بين الأرض والشمس. فبينما كوكب عطارد يبعد عن الشمس 0.39 AU، نجد كوكب بلوتو القزم يبعد عنها 39 AU. لهذا نجد سنة عطارد تعادل 88 يوماً أرضياً لقربها من الشمس، وسنة كوكب بلوتو تعادل 248 سنة أرضية يدوران فيها دورة كاملة حول الشمس. وبينما نجد الأرض تدور في محورها حول نفسها دورة كاملة كل 24 ساعة، نجد كوكب المشتري يدور حول نفسه في أقل من 10 ساعات أرضية، بينما كوكب الزهرة يدور حول نفسه مرة كل 243 يوماً أرضياً، حيث يدور من الشرق للغرب.

وأخيراً.. هذه أسئلة لم يجد العلماء لها تفسيراً قاطعاً، لأن كلاً في فلك يسبحون.

المصدر: كتاب تاريخ الفلك
تأليف: د. أحمد محمد على عوف
2004 م

إغلاق